أتذكّــرُ تمثالَكَ في الساحةِ ضخماً وثقيلاً مثل تماثيل الكولومبيّ الواخِـزِ : بوتيــرو … لكَ أن تتعالى في الساحةِ أن تُعلِـنَ وقفتَكَ …( النحّـاتُ ذكيٌّ ) لكَ أن ترفعَ عينيكَ وأن تترفّــعَ … ألاّ تبصرَ تلكَ الأعوامَ الخمسينَ : الضبّـاطُ شــريفيّــونَ الوزراءُ شــريفيّــونَ الشعراءُ شـــريفيّــونَ صحافيّــو كلِ سِــخامِ الورقِ المدفوعِ شــريفيّــونَ النوّابُ الأوباشُ شــريفيّــونَ وحرّاسُ ملاهي بغدادَ ، وحاراتِ دعارتِـها ، والتاجِ ، شــريفيّــونَ … ولكنّك ، تسندُ ظَهرَكَ للحائطِ : أنتَ تبيعُ سجائرَ لن يتنشّــقَها أحدٌ ، في الفلّــوجةِ … أنتَ تؤلِّفُ عن شخصيّـةِ مَنْ أســمَـيناهُ نبيّــاً أنتَ تُبَـلشِفُ تكشِفُ تكتشفُ العُــريَ صريحاً ، وتقولُ … ……………………. ……………………. ……………………. لنا أن نتباهى بكَ في الساحةِ يا معروفُ ! لنا أن نستقبلكَ اليومَ رفيقاً … أمّــا أنتَ فمن حقِّكَ أن تشتمَــنا من حقِّكَ أن ترفعَ عينيكَ وأن تترفّــعَ عنّــا ، أن تتعالى في الساحة… من حقِّكَ أن تحسبَ كلَّ الضباطِ وكلَّ الوزراءِ وكلَّ النوابِ وكلَّ الشعراءِ وكلَّ حُماةِ بيوتِ دعارةِ بغدادَ … ومنطقةِ التاجِ الخضــراءِ شَـــريفيّــين ! لندن 9/5/2005
|