كلامٌ في غير وقتهِ |
سعدي يوسف هل تكون البلادُ التي قد وُلِدْتَ بها لم تكُنْ ؟ لم تكُنْ أبداً ؛ مثل تلك الحَمادةِ ... مثل حميمِ البراكينِ إذْ يتخثَّرُ أسْوَدَ ؟ يا صُورَتي قد تقولُ : التماثيلُ ماثلةٌ ؛ رُبّما ، غير أنّ التماثيلَ قد بَعُدَتْ ، مثل ما بَعُدَ العهدُ . بل مثلَ ما بَعُدَ الناسُ عن كونِهِمْ بَشَراً أسْوِياءَ ... نَعَمْ ! هكذا قد غدَوْنا هنا : قاتلٌ أو قتيلٌ ... وتلك البلادُ التي قد وُلِدْنا بها ، لم تكُنْ ... فلْتَكُنْ ، أنتَ ، شاهِدَها ، في الأقَلِّ ! ولا تبتئِسْ ... أنتَ في المطبخِ الآنَ تلمحُ ماءَ البُحيرةِ . قد سقطَ الورقُ الغابةُ ، الآنَ ، منفسَحٌ . سوف تلمحُ حتى القواربَ بعد انتظارٍ . تَلَبَّثْ إذاً ! أنت في المطبخِ المطمئِنِّ ... البحيرةُ سوف تكونُ غداً ، ملءَ عينَيكَ. أطبِقْهما الآنَ : إنّ البلادَ التي قد وُلِدْتَ بها لم تكُنْ . ولكَ الآنَ في بغتةٍ ... أنْ تكون !
لندن 20.10.2017
|
|||
اخر تحديث السبت, 13 مارس/آذار 2021 18:26 |