من سعدي يوسف
لم أعُدْ مرهَفَ السمعِ إزاءَ الموتِ العراقيّ ( المجّاني في الغالب ) ، و لا إزاءَ الكذِبِ المحترِف في " صِحافة " العراق.
لكني فزِعْتُ لنبأ رحيلِ خليل الأسدي ، الشاعرِ بحَقٍّ .
طوى الجزيرةَ حتى جاءني نبأٌ
فزِعْتُ فيه بآمالي إلى الكذِبِ ...
*
في مَطالع السبعينيّات ،
وفي " طريق الشعب " اليومية ، كانت مدرسةٌ شِعريّةٌ تولَدُ في ظروفٍ صعبةٍ .
كان الشهيد خليل المعاضيدي بارزاً ، بحقٍّ.
وكان عبد الزهرة زكي .
لكن خليل الأسدي ، كان الأبرزَ .
وفي مقارَنةٍ بينه ، وبين هاشم شفيق وشاكر لعَيبي ، مثلاً ، لا يمْكِنُ للمرء إلاّ أن يلحظَ التفاوتَ العجيبَ في مستويات النصّ .
خليل الأسدي كان متمكِّناً .
بل أن بين أعماله المبكِّرة ما كان متقدِّماً حتى على شعراء كبار في زمنه .
من المؤسف أن يُخترَمَ السقفُ الحُرُّ ، بغتةً ، لتنتهي المدرسةُ الشِعريةُ الممكنة أيّامَ " طريق الشعب " .
كان لخليل أخٌ يعمل في أمن النظام .
الأخ نصحَ أخاه بأن يبتعد عن " طريق الشعب " ، ففعلَ خيراً ، إذْ جنَّبَ أخاه ، الأذى .
كما فعلَ خيراً إذْ جنّبَ أخاه المصيرَ البائسَ ، كأن يكون مع احتلال بلده ، كما فعلَ هاشم شفيق ( مدرسة " طريق الشعب " ) حين اشتغلَ ، في أكثرَ من مجال ، مع المقبور ، الجاسوس ، أحمد الجلبي .
تورنتو 08.06.2017 |