سعدي يوسف

" قراءة في مجموعة محمد الأشعري الأخيرة  - قصائد نائية – "

" قصائد نائية "  هو عنوان مجموعة محمد الأشعري الشعرية ، الصادرة في العام 2006 عن دار توبقال للنشر ، بالدار البيضاء . تقع المجموعة في ثمانين صفحة ،  وستٍ وعشرين قصيدة تعتمد في مُعظمِها  قصيدةَ النثر شكلاً .

سعدي يوسف

في العراق ، يتعــيّن على الفردِ ، كي يُثْبِتَ انتسابَه إلى بلــدِهِ ،

استصدارُ وثيقتينِ :  الأولى تدعى الجنسية ، وتتضمّن معلوماتٍ

عن مكان الولادةِ وتاريخِها ... إلخ . أمّا الثانية فتُدْعى شــهادة

الجنسية ، وهي لازمةٌ للقبول في الجامعة ، والوظيف العمومـي ،

والانتساب إلى الجيش والشرطة والأمن ، وتتضمّن معلوماتٍ عن

أصل العائلة ، وعمّا إذا كانت من التبعية العثمانية أو الإيرانية .

عربيٌّ من العراقِ ...

الحندقوقةُ في الرَبيّـةْ

قطَّعوا شَعرَ الـبُنـيّةْ

قد قطّعوا شَعرَ البُنيّةِ ، هم أتَوا ، غربانَ يومٍ للقيامةِ

هم أتَوا بطُيورِ فولاذٍ ، بسِجِّيلٍ تحَدَّرَ من جهنّمَ ...

هم أتَوا بعمائرٍ  تسعى وتَسحَقُ . سَمِّها دبّـابـة .ً

و أبو الخصيبِ ينامُ أخضرَ . قطّعوا شَعرَ البُنَيّــةْ .

سعدي يوسف

تسيرُ بعيداً أنتَ

أبعدَ ، رُبّما من البرقِ

أو ممّا تريدُ الملائكُ.

تسيرُ بعيداً ، لم تفكرْ للحظةٍ

بأن تتروّى ، آنَ ترغو المَهالِكُ. 

سعدي يوسف

أنا لن أمُرَّ على شواطيء دجلةَ ... العَصْرَ !

البلادُ بعيدةٌ

غرناطتي، أبداً ، تظلُّ بعيدةً  ،

والنخلُ أقدَسُ من محاولَةٍ ...

أقولُ : الأرضُ واسعةٌ ،

وحُلْمُ الفارسِ الغجريِّ أوسعُ .

سعدي يوسف

ابنُ الموصل ، سيّار الجميل ، نشرَ اليومَ مقالاً  ، في صحيفةٍ لندنيّة لا أحبُّها ، قارنَ فيه دمارَ الموصل الأبيّة ، بدمار هيروشيما ...

الحقُّ أن المقارنة العجيبة تستحقّ الإنتباه .

سعدي يوسف

قد لا نجدُ في تاريخ البشر ، ومحاولتِهم تغييرَ مصائرِهم نحو الأفضل ، أفضلَ وأنقى من ثورة سبارتاكوس أيّامَ روما ، ومن كومونة باريس في عصرنا .

أقولُ هذا ، بعد متابعاتٍ شتّى لتاريخ الثورات وأسراره ، أخذتْ شطراً لا بأسَ به من اهتماماتي العامّة ، عبرَ عقودٍ وعقودٍ .

بعدَ أن يَبْعُدَ العهدُ ، خمسينَ عاماً وأكثرَ

نُنصِتُ ،  دوماً ، إلى الصمتِ .

ننظرُ ، لكنْ إلى جنّةٍ لم ْ تَكُنْ .

قد تعودُ الـمَشاهِدُ

لكنْ نُـفَضِّلُ ألاّ نراها :