مصطفى قطبي تفاوتت مؤخراً حدّة السقوط الحر لمعنى الإعلام في العالم أجمع، إذ يخطئ من يعتقد بأن الإعلام العربي فقط هو صاحب المكانة الأسوأ عالمياً. وهذا طبعاً يعتمد على معنى كلمة (أسوأ)، فإذا أردنا معرفة معنى الإعلام السيئ يجب كبداية تحديد معنى الإعلام الجيد، وهو ببساطة عكس كل ما نقوم به، إضافة طبعاً إلى عدّة معايير مُعترف بها دولياً ولكنّها غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ومنها عدم نشر الوقائع مشوّهة أو منقوصة وعدم اختلاقها والالتزام بتحرّي الدّقة في توثيق المعلومات والأفعال ونسبها إلى مصادر معلومة طبقاً للأصول المهنية السليمة، والالتزام بعدم استخدام وسائل النشر الصحفي في اتهام المواطنين بغير سند، والكثير الكثير من القواعد الملزمة بالأخلاق بمعناها العام، وهي معان وقواعد فضفاضة، أي يمكن التلاعب بها بحسب ''شطارة'' الإعلامي أو المؤسسة التابع لها أو حتى بحسب قوّة الدولة ومكانتها عالمياً، ما ينفي بالضرورة وجود أي معنى للإعلام الحر أو لميثاق الشرف الصحفي، فمنطقياً عندما توجد القوانين تُلغى الأعذار إلا فيما ندر، وهذا أيضاً عكس ما نراه حاصلاً، فلا القوانين ولا الأخلاق ولا حتى الأعراف والتقاليد قادرة على كبح جماح المطامع الشخصيّة والعالميّة على حدٍّ سواء.
|
اخر تحديث الخميس, 14 يونيو/حزيران 2012 13:13 |
التفاصيل...
|