اللعِبُ مع السّونَيت

سعدي يوسف

هكذا أتممتُ نِعمتي على نفسي !

امتحانُ ذاتٍ صعبٌ ، في زمنٍ متساهلٍ حتى مع أهله.

أقولُ هذا ، بعدَ كتابتي خمسين قصيدةً عَدّاً  ، على هيأة السونَيت ، الشكلِ غيرِ المتوافرِ، في تفصيله الدقيق ، عربيّاً .

لستُ أدري : تفضّلَ عبدُ العزيز المَقالِحُ ، يوماً علَيّ ، بجَنْبيّةٍ للقُضاة ْ!

هو  يَعْلَمُ أني ارتقيتُ " النّقيلْ "

لأبلُغَ صنعاءَ ، من عدَنٍ  ... هو يعرفُ أنّ الحُفاةْ

أسْرَعُ مَن يَبْلُغُ المستحيل ْ.

*

يروقُ ليَ السّوادُ ، وأنتِ فيهِ

مُلألأةً ، مُصَفِّقةَ  الدِّنانِ

كأني اليومَ أبحثُ عن شبيهِ

لتأخذَني إلى سردابِ حانِ

*

Cite' Universitaire

كنتُ  عندَ " حُسين داي " في غرفةٍ عاريةْ

كان ذلكَ ، آنَ أتيتُ الجزائرْ

هارباً من بنادقَ ، لم أدَّرِكْ ما هيَ ...

في عراقٍ ، بلا مُدُنٍ ، أو ضمائرْ .

*

سعدي يوسف

كلَّ صباحٍ ، أهبِطُ السُّلَّمَ ، وأفتحُ بابَ المنزلِ ، ثم أخرجُ لأتفقّدَ " بيتَ الطيرِ " ،  في حديقتي ، أُزَوِّدُه حَبّاً وكُرَيّاتِ شحمٍ ، وأذودُ عنه السناجبَ الشرِهة .

هاهوذا دأبي . أفتتحُ يومي في هذه الدنيا ، مع الطير .

أكان امرؤ القيس يفعلُ الأمرَ ذاتَه ؟

وقد أغتدي والطيرُ في وُكُناتها ...

سعدي يوسف

شوارعُ باريس ، آنَ كنتُ أذرعُها ، ظلّتْ تتقاسمُها طائفتان :

أهلُ السيف ، وأهلُ القلم .

أي أنها تختلف عن شوارع نيويورك التي لا تحملُ سوى الأرقام أو أسماء ولايات الولايات المتحدة.

في باريس ، أمّةٌ تتباهى بقادة جيوشِها ، وبقادةِ عقولِها .

آنَ أُغمِضُ عينيّ ... تأتي إلى راحتَيَّ البلادُ

البلادُ التي عرّفَتْني بأني امرؤٌ ليس يُسْمى ،

امرؤٌ قَدْرُهُ النعلُ

( ... كم مرةٍ كنتُ تحت حذاءِ المفوَّضِ  )

بل أنّ لي نُدْبةً ما بوجهيَ ، من صفعةِ الشُّرَطِيّ .

سعدي يوسف

أنا ، الآنَ ، أدْرَدُ

أدْردُ

بالقولِ ، والفِعلِ

آخرُ أربعةٍ من نُيوبي

أطاحتْ  بها ، اليومَ ، عند الظهيرةِ

هنديّةٌ