طه حسين رهك ارتبط الشعر منذ القدم ارتباطاً عضويّاً بالموسيقى، حيث كان أغلب الشعراء هم أنفسهم العازفين والمغنين لشعرهم ليقينهم بأنّ الكلمة تكتسب قدرة على التعبير أقوى أضعاف المرات لدى اقترانها باللحن، والشعر يماثل الموسيقى في الأوزان وتركيب الأصوات، فالموسيقى عند الفارابي " صناعة في تأليف النغم والأصوات ومناسباتها وإيقاعاتها وما يدخل منها في الجنس الموزون والمؤتلف بالكمية والكيفية وهنا تكمن مقاربة الموسيقى بالشعر كصناعة، ولكنّ التباين بينهما من حيث الجوهر يكمن في أنّ الشعر ومن خلال أدواته الإبداعيّة المتجسّدة بالكلام وبالصورة الشعريّة هو " أكثر الفنون إهابة بالعقل"، كما يقول عنه الفيلسوف ( كانت ) وكذلك يعرّفه الجاحظ " الشعر شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا" ، أما الموسيقى فهي فنّ مجرّد إن لم يكن أكثر الفنون تجريداً، وهذا ما أكده شوبنهاور بقوله: " الموسيقى هي تمرين في الميتافيزياء اللاواعية لا يعرف فيه الفكر أنّه ".
|
اخر تحديث الثلاثاء, 13 دجنبر/كانون أول 2011 18:20 |
التفاصيل...
|