من شقّةِ " الرملة البيضاءِ " أنظرُ :

كان البحرُ يَغْبَرُّ

والغاراتُ  تنفجرُ .

أرى مَدافعَ سوريّا وقد عَرِيَتْ أنقاضُها

وتداعتْ حولَها الحُفَرُ ...

هذا الهديرُ

للذينَ ارتضَوا ان يكون العراق.... فندقاً عائماً لا بلاداً

للذين ارتضَوا ان يكون العراق ... جبلاً من دشاديشِ غرقى.

للذين ارتضَوا ان يكون العراق ... سوارَ العشيقة ، ..

أن تمسيَ البصرةُ الأُمُ مبغى الخليجِ

وأن تتنصّلَ بغدادُ من إسمِها ،..

سعدي يوسف

كلَّ صباحٍ ، أهبِطُ السُّلَّمَ ، وأفتحُ بابَ المنزلِ ، ثم أخرجُ لأتفقّدَ " بيتَ الطيرِ " ،  في حديقتي ، أُزَوِّدُه حَبّاً وكُرَيّاتِ شحمٍ ، وأذودُ عنه السناجبَ الشرِهة .

هاهوذا دأبي . أفتتحُ يومي في هذه الدنيا ، مع الطير .

أكان امرؤ القيس يفعلُ الأمرَ ذاتَه ؟

وقد أغتدي والطيرُ في وُكُناتها ...

سعدي يوسف

بقميصٍ ليس بِذي أزرارٍ

وبِخُفَّينِ من اللبّادِ

وآلافِ حُفاةٍ

وشُراةٍ ...

كان رفيقي ماو ،يسيرُ

...............

...............

...............

سعدي يوسف

قبل يومَين وصَفَ كاتبُ عمودٍ في " الغارديان " بَلده ، بأنه فاشستيٌّ ممطرٌ ، ثم حاولَ أن ينفي تهمةَ الفاشستيّة ، وإنْ لم يحاولْ ( وهذا مفهومٌ تماماً ) نفيَ المطر !

والحقُّ أن المملكة المتحدة ، بعد استفتاء الخروج من أوربا ، بدتْ عاريةَ المساويء والسَّوءاتِ .

لقد أجهزَ الأغنياءُ على البلاد والعباد ، ولم يتبقَّ من إصلاحات 1945 سوى دائرة الصحة الوطنية

سعدي يوسف

قد كنتُ أوردْتُ أنني كنتُ مهَدْهَداً في عوّامةٍ على النيل يومَ قامت الثورة العراقية صبيحةَ الرابع عشر من تمّوز ( يوليو ) 1958 .

مَرَّ ، إذاً ، ثمانيةٌ وخمسون عاماً ، على الثورة التي لم يتبَقَّ منها سوى اسمٍ بلا مُسَمّى :

جمهوريّة العراق .

*

سعدي يوسف

أمحمّدُ الهادي ، أتيتُكَ من سِباخِ الفاوِ

من كرّادةِ الدمِ

من ضواحي الكاظميّةِ

من درابينِ " الكفاحِ " ...

أتيتُكَ ، أيُّها السِّبْطُ الـمُدَمّى ، أيُّها الأبديُّ

أزحفُ ...

سعدي يوسف

لا يمكنُ للمرءِ أن يتخيّلَ صورةً لعَمّان بدون زليخة أبو ريشة .

هذه المناضلة من أجل أردنٍّ أجمل ، حفيدةُ مفتي حلب ، الشاعرةُ والأكاديمية المرموقة ، مهدَّدةٌ اليومَ بفقدان ما ناضلتْ من أجله طويلاً :حرّيّة التعبير !

الحملة التي تتعرّضُ لها زُليخة ، الآن ،  هي الأسوأ في ما تعرّضتْ له ، ذلك لأن الحملة المسعورة تتضمّن التصعيدَ المتعمَّد ، حدَّ التكفير .